كيف نزرع الأمل ؟ وكيف نصنعه ؟
ذلك فنّ لا يجيده كلّ أحد .
وهو إيمان راسخ لا يمتلكه إلاّ المؤمنون بدينهم أو قضاياهم .
فالإيمان والأمل توأمان ، ذلك أنّ المؤمن لا يقع في اليأس حتى ولو تضاءلت أو انعدمت عوامـل الأمل لديـه ، لأنّ اليأس ( كفر) : (إنّه لا ييأس مِن روح الله إلاّ القـوم الكافرون )(4) . فاليائس إمّا شاكّ بقدرة الله أو بعلمه ، وكلاهما ـ كما يقول بعض المفسِّرين ـ كفر .
وإذا أردنا أن نعقـد مقارنـة سريعة بين ملامح ( الأمل) وملامح ( اليأس) فيمكن أن نلتقي بالمعاني التالية :
الأمل : إيمان ، أمان ، نور ، ثقة ، قوّة ، حركة ، حياة ، مقاومة .
اليأس : كفر ، خوف ، ظلمة ، فقدان للثقة ، ضعف ، جمود ، موت ، استسلام .
فما هي العوامل والدواعي التي تعزّز الأمل في نفوسـنا كشباب وفتيات ؟ وما هي العوامل التي تدعو إلى اليأس ؟
1 ـ المرحلة العمرية
فمرحلة الشـباب هي ربيع العمر ، وهي مرحلة الأمل والتفاؤل لأ نّها مرحلة الانفتاح على الحياة والمستقبل ، وتحدِّي المخاطر والصعوبات ، وبالتالي فهي مرحلة الخصب والنماء والعطاء .
ولذلك يُفترض أن تغيب أو تسقط من قاموس الشباب المؤمن مفردات من قبـيل : الاحباط ، الفشل ، الطريق المسدود ، اليأس ، القنوط ، التشاؤم ، التقوقع ، الانكماش ، انطفاء الجذوة ، خمود الهمة ، الانتكاسة ... وما شاكل ، لتحلّ محلّها كلمات : الأمل ، التفاؤل ،
تكرار المحاولة، ربح المحاولة، إعادة الكرّة ، صفحة جديدة، النهوض من جديد، العزم ، الاصرار ، المواصلة .. وما إلى هناك .
2 ـ رؤية الإيجابي إلى جانب السلبي :
فالتركيز على السلبيات وحدها يعمّق معنى اليأس في النفس ، فاليائس لا يرى سوى الظلمة والخيبة والخسران . إنّه كما هو الوصف التقريبي للحالة : يرى النصف الفارغ من الكأس ، أمّا المتفائل فهو الذي يرى النصف المملوء منه . فليس هناك سلبي مطلق لا يخلو من إيجابيات ، وليس هناك إيجابي مطلق لا يخلو من سلبيات .. وتلك هي نسبية الحياة الدنيا في كلّ شؤونها وشجونها .
إنّ الذي يرى (الألطاف الخفيّة) وهي الايجابيات غير المرئية لأيّ حدث أو مشكلة أو مصيبة .. إنسان يعيش الأمل .
والذي يرى في المتاعب والمآسي والابتلاءات وجوهاً أخرى غير وجوهها البائسة ويقول : «الخير فيما وقع» إنسان آمل يحمل استعداداً لتجاوز صدمة اللحظة المباشرة .
والذي يلحّ في طلب شيء ولم يحصل عليه ، أو تأخّر حصوله عليه ، وهو يقول : «لعلّ الذي أبطأ عنِّي هو خيرٌ لي لعلمه الله بعاقبة الأمور» هو الآخر إنسان يرفض الوقوع في قبضة اليأس .
[3 ـ مداولة الأيام
فدوام الحال ـ عسراً كان أو يسراً خيراً كان أو شرّاً ـ من المحال . فلقد شاءت سنّة الله أن يقلّب الأيام والأحوال (وتلكَ الأيّام نداوِلها بينَ النّاس )(5) . ولذلك قيل : «الدهر يومـان ، يوم لك ويوم عليك ، فإن كان لك فلا تبطر وإن كان عليك فاصبر» .
وطالما أنّ السرّاء لا تبقى والضرّاء لا تدوم ، فلـنا أن نأمـل أياماً هانئة طيبة . فلقد جاء رجل إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال له : لقد كانت الليلة البارحة من أشدّ الليالي نكداً عليَّ يا رسول الله . فقال له الرسول ما معناه : قل الحمد لله . فقال الرجل : أقول أشدّ الليالي ، وتقول الحمد لله . فقال له (صلى الله عليه وآله وسلم) : قل الحمد لله لأ نّها مضت وانقضت ، أي لم تستمر لتحوّل نهارك التالي إلى ليل آخر من المعاناة .
فهذا التحوّل الجاري والمتصرّف بشؤون الناس وأحوالهم بين سعد وشقاء وعسر ورخاء ، نعمة مجهولة ، فلو أدار الذي يكابد الألم عينه إلى الوراء لرأى أياماً بيضاء وليالي سعيدة ،
وستأتي عليه ساعات وأيام وليالي يخفّ فيها الألم أو يزول ، كما لمس ذلك بالتجربة ، فليس الحزن بدائم وليس الفرح بدائم .
وما يدريك فلعلّ هذا الذي تشتكي منه قد يكون قياساً بأوقات لاحقة أشدّ عسرة ، هيّناً ليّناً ، أو يبدو بالمقارنة مع حياة آخرين سعيداً كريماً . ولقد عبّر أحد الشعراء عن هذه الحالة أجمل تعبير حينما قال :
ربّ يوم بكيت منه فلّما***صرتُ في غيره بكيتُ عليه !
فالأيام السوداء قياساً بالأيام الحالكة السواد ، تعدّ في نظر المتفائلين أياماً محتملة ، بل إنّهم يبصرون شعاع الأمل في كبد الحلكة وأحشاء الظلام ، فهناك شمس جنينـية تمرّ بمرحلة مخاض سـتولد عمّا قريب .
أي أ نّهم وحسب التعبـير النفسي «يمرّنون أعينهم الداخلية على مشاهدة الأمل والاستمتاع به» .
ذلك فنّ لا يجيده كلّ أحد .
وهو إيمان راسخ لا يمتلكه إلاّ المؤمنون بدينهم أو قضاياهم .
فالإيمان والأمل توأمان ، ذلك أنّ المؤمن لا يقع في اليأس حتى ولو تضاءلت أو انعدمت عوامـل الأمل لديـه ، لأنّ اليأس ( كفر) : (إنّه لا ييأس مِن روح الله إلاّ القـوم الكافرون )(4) . فاليائس إمّا شاكّ بقدرة الله أو بعلمه ، وكلاهما ـ كما يقول بعض المفسِّرين ـ كفر .
وإذا أردنا أن نعقـد مقارنـة سريعة بين ملامح ( الأمل) وملامح ( اليأس) فيمكن أن نلتقي بالمعاني التالية :
الأمل : إيمان ، أمان ، نور ، ثقة ، قوّة ، حركة ، حياة ، مقاومة .
اليأس : كفر ، خوف ، ظلمة ، فقدان للثقة ، ضعف ، جمود ، موت ، استسلام .
فما هي العوامل والدواعي التي تعزّز الأمل في نفوسـنا كشباب وفتيات ؟ وما هي العوامل التي تدعو إلى اليأس ؟
1 ـ المرحلة العمرية
فمرحلة الشـباب هي ربيع العمر ، وهي مرحلة الأمل والتفاؤل لأ نّها مرحلة الانفتاح على الحياة والمستقبل ، وتحدِّي المخاطر والصعوبات ، وبالتالي فهي مرحلة الخصب والنماء والعطاء .
ولذلك يُفترض أن تغيب أو تسقط من قاموس الشباب المؤمن مفردات من قبـيل : الاحباط ، الفشل ، الطريق المسدود ، اليأس ، القنوط ، التشاؤم ، التقوقع ، الانكماش ، انطفاء الجذوة ، خمود الهمة ، الانتكاسة ... وما شاكل ، لتحلّ محلّها كلمات : الأمل ، التفاؤل ،
تكرار المحاولة، ربح المحاولة، إعادة الكرّة ، صفحة جديدة، النهوض من جديد، العزم ، الاصرار ، المواصلة .. وما إلى هناك .
2 ـ رؤية الإيجابي إلى جانب السلبي :
فالتركيز على السلبيات وحدها يعمّق معنى اليأس في النفس ، فاليائس لا يرى سوى الظلمة والخيبة والخسران . إنّه كما هو الوصف التقريبي للحالة : يرى النصف الفارغ من الكأس ، أمّا المتفائل فهو الذي يرى النصف المملوء منه . فليس هناك سلبي مطلق لا يخلو من إيجابيات ، وليس هناك إيجابي مطلق لا يخلو من سلبيات .. وتلك هي نسبية الحياة الدنيا في كلّ شؤونها وشجونها .
إنّ الذي يرى (الألطاف الخفيّة) وهي الايجابيات غير المرئية لأيّ حدث أو مشكلة أو مصيبة .. إنسان يعيش الأمل .
والذي يرى في المتاعب والمآسي والابتلاءات وجوهاً أخرى غير وجوهها البائسة ويقول : «الخير فيما وقع» إنسان آمل يحمل استعداداً لتجاوز صدمة اللحظة المباشرة .
والذي يلحّ في طلب شيء ولم يحصل عليه ، أو تأخّر حصوله عليه ، وهو يقول : «لعلّ الذي أبطأ عنِّي هو خيرٌ لي لعلمه الله بعاقبة الأمور» هو الآخر إنسان يرفض الوقوع في قبضة اليأس .
[3 ـ مداولة الأيام
فدوام الحال ـ عسراً كان أو يسراً خيراً كان أو شرّاً ـ من المحال . فلقد شاءت سنّة الله أن يقلّب الأيام والأحوال (وتلكَ الأيّام نداوِلها بينَ النّاس )(5) . ولذلك قيل : «الدهر يومـان ، يوم لك ويوم عليك ، فإن كان لك فلا تبطر وإن كان عليك فاصبر» .
وطالما أنّ السرّاء لا تبقى والضرّاء لا تدوم ، فلـنا أن نأمـل أياماً هانئة طيبة . فلقد جاء رجل إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال له : لقد كانت الليلة البارحة من أشدّ الليالي نكداً عليَّ يا رسول الله . فقال له الرسول ما معناه : قل الحمد لله . فقال الرجل : أقول أشدّ الليالي ، وتقول الحمد لله . فقال له (صلى الله عليه وآله وسلم) : قل الحمد لله لأ نّها مضت وانقضت ، أي لم تستمر لتحوّل نهارك التالي إلى ليل آخر من المعاناة .
فهذا التحوّل الجاري والمتصرّف بشؤون الناس وأحوالهم بين سعد وشقاء وعسر ورخاء ، نعمة مجهولة ، فلو أدار الذي يكابد الألم عينه إلى الوراء لرأى أياماً بيضاء وليالي سعيدة ،
وستأتي عليه ساعات وأيام وليالي يخفّ فيها الألم أو يزول ، كما لمس ذلك بالتجربة ، فليس الحزن بدائم وليس الفرح بدائم .
وما يدريك فلعلّ هذا الذي تشتكي منه قد يكون قياساً بأوقات لاحقة أشدّ عسرة ، هيّناً ليّناً ، أو يبدو بالمقارنة مع حياة آخرين سعيداً كريماً . ولقد عبّر أحد الشعراء عن هذه الحالة أجمل تعبير حينما قال :
ربّ يوم بكيت منه فلّما***صرتُ في غيره بكيتُ عليه !
فالأيام السوداء قياساً بالأيام الحالكة السواد ، تعدّ في نظر المتفائلين أياماً محتملة ، بل إنّهم يبصرون شعاع الأمل في كبد الحلكة وأحشاء الظلام ، فهناك شمس جنينـية تمرّ بمرحلة مخاض سـتولد عمّا قريب .
أي أ نّهم وحسب التعبـير النفسي «يمرّنون أعينهم الداخلية على مشاهدة الأمل والاستمتاع به» .
الأحد أغسطس 29, 2010 6:04 am من طرف *HMR*LOVER*
» الرجل والمرأة في الحب
الجمعة مارس 26, 2010 9:20 pm من طرف jana
» سخافات معاكسة الشباب للبنات
الإثنين مارس 22, 2010 11:02 pm من طرف *HMR*LOVER*
» عاجل سقوط المسجد الأقصى قبل قليل
الإثنين مارس 15, 2010 11:19 pm من طرف jana
» رئيس جامعة عين شمس يقود مظاهرة رسمية دفاعًا عن الأقصى
الإثنين مارس 15, 2010 1:58 pm من طرف *HMR*LOVER*
» إلا الأقصى
الإثنين مارس 15, 2010 12:57 pm من طرف *HMR*LOVER*
» كيفيت الاستفاده من علب الكبريت
الأحد مارس 14, 2010 10:36 pm من طرف *HMR*LOVER*
» اصنع دفترك بنفسك
الجمعة مارس 12, 2010 3:43 am من طرف jana
» لسه برضه مضايق........طب ادخل وحتبقى تماااام
الجمعة مارس 05, 2010 12:27 am من طرف Mohamed Mansour