newhope



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

newhope

newhope

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى أمل جديد يعيد الأمل ويبثه إلى كل من فقده.أمل جديد في الغد.أمل جديد لكل من عنده هدف في الحياة يسعى وراء تحقيقه.الحياة أفضل مع كل أمل جديد


    دواعي الأمل من كتاب مفاتيح الأمل

    *HMR*LOVER*
    *HMR*LOVER*
    Admin


    عدد المساهمات : 446
    نقاط : 30118
    السٌّمعَة : 0
    تاريخ التسجيل : 02/10/2008

    بطاقة الشخصية
    نبذة :

    دواعي الأمل من كتاب مفاتيح الأمل Empty دواعي الأمل من كتاب مفاتيح الأمل

    مُساهمة من طرف *HMR*LOVER* الأحد نوفمبر 16, 2008 4:50 am

    كيف نزرع الأمل ؟ وكيف نصنعه ؟
    ذلك فنّ لا يجيده كلّ أحد .
    وهو إيمان راسخ لا يمتلكه إلاّ المؤمنون بدينهم أو قضاياهم .
    فالإيمان والأمل توأمان ، ذلك أنّ المؤمن لا يقع في اليأس حتى ولو تضاءلت أو انعدمت عوامـل الأمل لديـه ، لأنّ اليأس ( كفر) : (إنّه لا ييأس مِن روح الله إلاّ القـوم الكافرون )(4) . فاليائس إمّا شاكّ بقدرة الله أو بعلمه ، وكلاهما ـ كما يقول بعض المفسِّرين ـ كفر .
    وإذا أردنا أن نعقـد مقارنـة سريعة بين ملامح ( الأمل) وملامح ( اليأس) فيمكن أن نلتقي بالمعاني التالية :
    الأمل : إيمان ، أمان ، نور ، ثقة ، قوّة ، حركة ، حياة ، مقاومة .
    اليأس : كفر ، خوف ، ظلمة ، فقدان للثقة ، ضعف ، جمود ، موت ، استسلام .
    فما هي العوامل والدواعي التي تعزّز الأمل في نفوسـنا كشباب وفتيات ؟ وما هي العوامل التي تدعو إلى اليأس ؟
    1 ـ المرحلة العمرية

    فمرحلة الشـباب هي ربيع العمر ، وهي مرحلة الأمل والتفاؤل لأ نّها مرحلة الانفتاح على الحياة والمستقبل ، وتحدِّي المخاطر والصعوبات ، وبالتالي فهي مرحلة الخصب والنماء والعطاء .
    ولذلك يُفترض أن تغيب أو تسقط من قاموس الشباب المؤمن مفردات من قبـيل : الاحباط ، الفشل ، الطريق المسدود ، اليأس ، القنوط ، التشاؤم ، التقوقع ، الانكماش ، انطفاء الجذوة ، خمود الهمة ، الانتكاسة ... وما شاكل ، لتحلّ محلّها كلمات : الأمل ، التفاؤل ،
    تكرار المحاولة، ربح المحاولة، إعادة الكرّة ، صفحة جديدة، النهوض من جديد، العزم ، الاصرار ، المواصلة .. وما إلى هناك .
    2 ـ رؤية الإيجابي إلى جانب السلبي :
    فالتركيز على السلبيات وحدها يعمّق معنى اليأس في النفس ، فاليائس لا يرى سوى الظلمة والخيبة والخسران . إنّه كما هو الوصف التقريبي للحالة : يرى النصف الفارغ من الكأس ، أمّا المتفائل فهو الذي يرى النصف المملوء منه . فليس هناك سلبي مطلق لا يخلو من إيجابيات ، وليس هناك إيجابي مطلق لا يخلو من سلبيات .. وتلك هي نسبية الحياة الدنيا في كلّ شؤونها وشجونها .
    إنّ الذي يرى (الألطاف الخفيّة) وهي الايجابيات غير المرئية لأيّ حدث أو مشكلة أو مصيبة .. إنسان يعيش الأمل .
    والذي يرى في المتاعب والمآسي والابتلاءات وجوهاً أخرى غير وجوهها البائسة ويقول : «الخير فيما وقع» إنسان آمل يحمل استعداداً لتجاوز صدمة اللحظة المباشرة .
    والذي يلحّ في طلب شيء ولم يحصل عليه ، أو تأخّر حصوله عليه ، وهو يقول : «لعلّ الذي أبطأ عنِّي هو خيرٌ لي لعلمه الله بعاقبة الأمور» هو الآخر إنسان يرفض الوقوع في قبضة اليأس .

    [3 ـ مداولة الأيام
    فدوام الحال ـ عسراً كان أو يسراً خيراً كان أو شرّاً ـ من المحال . فلقد شاءت سنّة الله أن يقلّب الأيام والأحوال (وتلكَ الأيّام نداوِلها بينَ النّاس )(5) . ولذلك قيل : «الدهر يومـان ، يوم لك ويوم عليك ، فإن كان لك فلا تبطر وإن كان عليك فاصبر» .
    وطالما أنّ السرّاء لا تبقى والضرّاء لا تدوم ، فلـنا أن نأمـل أياماً هانئة طيبة . فلقد جاء رجل إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال له : لقد كانت الليلة البارحة من أشدّ الليالي نكداً عليَّ يا رسول الله . فقال له الرسول ما معناه : قل الحمد لله . فقال الرجل : أقول أشدّ الليالي ، وتقول الحمد لله . فقال له (صلى الله عليه وآله وسلم) : قل الحمد لله لأ نّها مضت وانقضت ، أي لم تستمر لتحوّل نهارك التالي إلى ليل آخر من المعاناة .
    فهذا التحوّل الجاري والمتصرّف بشؤون الناس وأحوالهم بين سعد وشقاء وعسر ورخاء ، نعمة مجهولة ، فلو أدار الذي يكابد الألم عينه إلى الوراء لرأى أياماً بيضاء وليالي سعيدة ،
    وستأتي عليه ساعات وأيام وليالي يخفّ فيها الألم أو يزول ، كما لمس ذلك بالتجربة ، فليس الحزن بدائم وليس الفرح بدائم .
    وما يدريك فلعلّ هذا الذي تشتكي منه قد يكون قياساً بأوقات لاحقة أشدّ عسرة ، هيّناً ليّناً ، أو يبدو بالمقارنة مع حياة آخرين سعيداً كريماً . ولقد عبّر أحد الشعراء عن هذه الحالة أجمل تعبير حينما قال :
    ربّ يوم بكيت منه فلّما***صرتُ في غيره بكيتُ عليه !
    فالأيام السوداء قياساً بالأيام الحالكة السواد ، تعدّ في نظر المتفائلين أياماً محتملة ، بل إنّهم يبصرون شعاع الأمل في كبد الحلكة وأحشاء الظلام ، فهناك شمس جنينـية تمرّ بمرحلة مخاض سـتولد عمّا قريب .
    أي أ نّهم وحسب التعبـير النفسي «يمرّنون أعينهم الداخلية على مشاهدة الأمل والاستمتاع به» .

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس نوفمبر 21, 2024 9:40 pm