newhope



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

newhope

newhope

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى أمل جديد يعيد الأمل ويبثه إلى كل من فقده.أمل جديد في الغد.أمل جديد لكل من عنده هدف في الحياة يسعى وراء تحقيقه.الحياة أفضل مع كل أمل جديد


    كيف تصنع غضبك

    Mohamed Mansour
    Mohamed Mansour


    عدد المساهمات : 455
    نقاط : 28867
    السٌّمعَة : 4
    تاريخ التسجيل : 26/10/2008
    العمر : 33

    بطاقة الشخصية
    نبذة :

    كيف تصنع غضبك Empty كيف تصنع غضبك

    مُساهمة من طرف Mohamed Mansour الخميس مارس 04, 2010 5:10 pm

    السلام عليكم

    كيف تصنع غضبك

    مشهد 1


    أيمن يتشاجر مع هاني لأنه قام بصفّ سيارته أمام العمارة في المكان المخصص للأول، تنتهي المشادة بأن سب الأول ذاك الأخير (أنت حيوان) أمام سكان العمارة؛ فما كان من الأخير إلا أن سحب طفاية الحريق من سيارته واستطاع أن يفلت من الحشد لينزل بها على رأسه ثائرا لغضبته وتاركا إياه في حالة خطرة..



    كلاكيت تاني مرة


    أيمن يتشاجر مع زميله في العمل لأنه أغلق الفايل الذي كان يعمل به دون استئذان وأضاع كل جهد اليوم سدى، وبعد مشادة ورفع كل منهما صوته على الآخر ينتهي الحوار بكلمة أيمن (إنسان مستفز) ليرد عليه الأخير: بلاش غلط، فيجيب أيمن (إنت لسه بتتكلم؟).


    مشهد 2


    رانيا تطلب من زوجها أيمن أن يفتح الباب؛ لأنها مشغولة بإعداد الطعام؛ (فيطنّشها) لأنه منهمك بلعبة ما على الكمبيوتر، تصرخ رانيا في وجه زوجها أن يفتح الباب وهو لا يجيب، تهرع لفتح الباب فتجد البواب، تأخذ منه الحاجيات ثم تذهب لزوجها صارخة: أنا ما بقيتش طايقة العيشة دي، كل شوية طلبات طلبات وما فيش مراعاة لحد، أنا شغالة زيي زيك وإنت ما فيش إحساس.


    يرد أيمن: احترمي نفسك ولا أقوم أوريكي.
    رانيا: توريني إيه؟ أنت ما بقيتش طايقاك.
    يمن: لو كان عاجبك، مش عاجباك في ستين داهية.
    رانيا: لو راجل طلقني.
    أيمن: لو كنت راجل!!! طب روحي وإنت طالق.



    كلاكيت تاني مرة


    أيمن يتأخر عن عمله للمرة السابعة عشرة في هذا الشهر، ويدخل إلى مقر عمله معكر المزاج لا يطيق أن يكلمه أحد، يقابله مديره على الباب: أهلا إنت شرفت يا بيه؟!. أيمن: من فضلك ما تتكلمش معايا لأني متضايق دلوقتي.


    المدير: متضايق؟ إنت إيه، لا مبالاة ولا مسئولية ولا حتى اعتراف بالغلط؟
    أيمن يطرق إلى الأرض صامتا؛ فيكمل المدير: لو تكرر الموضوع ده مش هيكون كويس علشانك، ما دمت مش قد الشغل ما تشتغلش.
    أيمن: ما فيش داعي للكلام ده.
    المدير: لو عندك دم سيب الشغل حالاً.
    يطرق أيمن ثم يجر ذيله إلى مكتبه مغضّباً ليكمل يوم عمله دون أن يجيب.


    رغما عني، لم أستطع السيطرة على نفسي، لقد استفزني حتى خرجت عن شعوري ووجدت نفسي أقتله... استفزتني حتى طلقتها فهل تحسب عليّ طلقة أم أنا خارج الحكم لأن عقلي كان غائبا في هذه اللحظة...

    هذه غالبا تكون كلماتنا التي نبرر بها فعلنا بعد أن تقع الفأس في الرأس، نتوسل بمبرر الغضب الأعمى الذي يعمي البصر والبصيرة كليهما كي يخفف علينا الحكم والمؤاخذات الاجتماعية والقانونية، ويكون أسهل مهرب من أنفسنا حتى لا نعاود تذكر ما فعلناه وتنام ضمائرنا ملء جفونها دون وخز.


    لن نتحدث عن الغضب من الناحية العلمية وأنه يستتبعه فوران للدم وارتفاع في الضغط يؤثر على حركاتنا وتصرفاتنا، ولن نعيد النصائح الممطوطة في ضبط النفس وأنها من الحكمة وأن علينا أن نتحلى بها؛ لأن هذه الكلمات لا تلبث أن تذوب أمام أول حرارة للعقل وبركان للغضب.


    لكننا سنحاول أن نقيس درجات الغضب في الفرد الواحد ونحاول تبرير ارتفاعها أو انخفاضها رغم أن الشخص هو نفسه في كل المواقف.
    لمشاهد السابقة بطلها نفس الشخص، وفي كل مرة له قصة مع الغضب؛ غير أنه في كل مرة يتصرف بشكل ما يبين أن ثورة غضبه اختلفت في درجتها عن سابقتها، وبرغم أن كل مشهد به موقفان متطابقان إلى حد ما -بخلاف الشخصية المواجهة- إلا أن ضبط النفس في كل موقف يختلف عن نظيره. والسؤال الآن:

    ما هو الفرق أو الضابط؟


    1- يعتمد المرء في تفاعله مع الأحداث على تصور مسبق وعدد من المبادئ التي تقيد تصرفاته على المستوى الواعي وغير الواعي؛ فأنا بداية أتصور علاقة ما مع شخص ما فأتعامل معه بشكل ما؛ فالفتاة التي يهينها والدها يكون رد فعلها مختلفا في حالة إهانة أخيها الأكبر أو الأصغر، وأكثر اختلافا لو وقع الأمر من زوجها، وعنه لو كان الأمر من خطيبها أو حبيبها، وعنه لو كان الأمر من زميلها في العمل مثلا.


    رد الفعل المختلف هذا ليس سببه أن الإهانة مختلفة؛ فقد يتوافق فحوى الإهانة أو الإساءة الموجهة؛ بل إن سبب الاختلاف في رد الفعل هو التصور لهذا الشخص ولمكانته وما يمكن أن أتقبله وما يمكن أن أرفضه، ثم نسبة هذا القبول ودرجتها.. إلى غير ذلك.


    ولا يمكن لأولئك الذين يقتلون آخرين -في حالات غطى الغضب على عقولهم- أن يكرروا ما فعلوا لو كان خصومهم هم آباؤهم أو إخوانهم أو أصدقاؤهم أو أي ممن يعز عليهم.


    2- رد فعل المرء لا يخرج غالبا عن قواعد عامة أعطاها لنفسه بناء على خبراته واطلاعه على تجارب سيئة أخرى أو مفيدة يستطيع بعدها أن يكون في اللاشعور منظومة من ردود الأفعال -إن صح التعبير- يتخير منها ما يناسب الموقف حسب درجة قياسه هو لشدته. وهناك أمثلة حية أمامنا: فالطفل الذي تلحّ والدته عليه في أن يكون مهذبا وألا يضرب أحداً في المدرسة تجد أقصى رد فعل له أمام زميله المعتدي أن يرد عليه بإهانة ما أو أن يصعّد الأمر لأستاذه.


    وتجد الشخص الذي قد يعتدي بالضرب على آخر في الشارع إذا دخل هيئة عمل حكومية أو خاصة، وحدثت مشادة بينه وبين الموظف الذي يتعامل معه؛ فإن أقصى درجات رد فعله هي تصعيد الأمر لمديره وشتمه أو تهديده.


    لا أريد بعد كل ما قلت أن أنكر ثورة الغضب، وأنكر قوتها في تغطية العقل والسيطرة عليه؛ بل أعني أننا من يفعل هذه الثورة ويزكيها بما نمنحه لأنفسنا من تصورات عن ردود أفعالنا، وعن الحدود القصوى التي نلزم أنفسنا بها في حالات الرخاء فتلتزم بها عقولنا في حالات الغضب، أو على الأقل نستطيع التعامل معها بتقليلها أو التحكم في جزء كبير منها
    ولذلك قال نبينا صلى الله عليه وسلم: "ليس الشديد بالصرعة لكن الشديد هو الذي يملك نفسه عند الغضب"؛ ولا تنطبق هذه المقولة على التحكم العاجل في النفس في التو واللحظة؛ بل تعني تدريبها حتى تصل بها إلى المستوى الذي يمكن معه أن تتحكم فيها؛ فأنت تقدم لها السبت لتقدم لك الأحد والاثنين وباقي الأسبوع.


    3- يبقى جزء أخير وهو السيطرة على الجزء المتبقي من الغضبة الثائرة، وهو حصارها بمعنى؛ ألا أترك لها كل جسدي وأعصابي لتعبث بها؛ بل إنني أحاصرها في مكان ما:


    • آخذ نفساً عميقا أبرد به حرارة جسدي حتى لا أخرج عن شعوري.

    • أغير من حالة جسمي وأعضائي؛ أدير ظهري لخصمي، أو أجلس أو أضطجع.

    • إذا كنت في جلسة للتحكيم أو فض الاشتباك فإنني أغسل وجهي ويدي؛ وحبذا لو توضأت حتى أصرف ذهني نوعا ما عن التفكير المظلم، وأن أبرد من حرارة جسمي حتى لا يؤثر على قراراتي.


    4- في كل المواقف عليّ أن أفرق بين ما هو رد فعل وما هو قرار؛ بمعنى أنه لا بد من الغضب ولا بد من التعبير عنه؛ لكن الشخص الموزون هو من يقف عند حدود غضبته فيكون الغضب شيئا والقرار شيئا آخر؛ حتى يؤتي القرار ثمرته وأجد فيه ما لا أندم عليه مستقبلا. ففي كل الحالات قراري مرهون بكلمة مني فما الداعي أن يكون قراري وبالا عليّ وعلى مستقبلي بسبب لحظة عابرة فجرت فيها طاقة غضبي وانتهى أمرها.

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة أبريل 19, 2024 7:23 pm